Tag Archive for: خدمات الكتابة

تنسيق الكتابة الصحفية: التوازن بين المعلومات والجاذبية البصرية

 

تعتبر الكتابة الصحفية من أنواع الكتابة الصعبة التي تقتضى إجادتها قدراً كافياً من الممارسة والخبرة في إستخدام قواعد الكتابة الصحفية وأساليبها وطرق تنسيق الكتابة الصحفية وتحقيق التوازن بين العناصر لنقل المعلومة أو الخبر باحترافية. ويجب ترتيب كل العناصرعند استخدامها في نقل الأخبار أو كتابة المقالات الصحفية حتى لا تتسبب في تشويش الموضوع في ذهن المتلقي. ونحن نساعدك من خلال هذا المقال في إتقان فنون الكتابة الصحفية والتعرف إلى أهم المعلومات حول كل ما يتعلق بالكتابة الصحفية وأنواعها وخصائصها وقواعدها والخطوط العريضة في تنسيق الكتابة الصحفية الإحترافية.

 

تعريف الكتابة الصحفية: ما هي الكتابة الصحفية وأسس تنسيق الكتابة الصحفية السليمة؟

الكتابة الصحفية هي شكل من أشكال الكتابة الواقعية المستخدمة لنقل الأخبار والأحداث الواقعية التي تنشر على صفحات الصحف المختلفة سواء كانت يومية أو أسبوعية أو في المواقع الإلكترونية.

وتتضمن الأخبار الصحفية التي يتم نشرها العديد من مختلف أنواع وفئات الكتابة الصحفية؛ فهناك الأخبار السياسية أو الثقافية أو الإقتصادية أو الإجتماعية، والتحقيقات الصحفية، والمقابلات الصحفية، والمقالات على إختلاف أنواعها.

وتعد المقالات الصحفية من أهم وأشهر أنواع الكتابة الصحفية التي يتم نشرها في الصحف الورقية أو الإلكترونية. وتتفاوت أهمية هذه المقالات حسب الكاتب وحسب مادة أو موضوع المقال.

وبشكل عام، تعتمد الكتابة الصحفية على كتابة جمل وفقرات قصيرة تعبر مباشرة عن جوهر المقال وأفكاره الرئيسية بطريقة مسلية ومفيدة وسهلة الفهم.

كما يتضمن تنسيق الكتابة الصحفية وضع الصور المناسبة والمعبرة عن واقع الأحداث أو عن موضوع المقالات، مع وضع تسميات توضيحية واقتباسات مباشرة؛ من أجل تقريب الأفكار والمفاهيم والموضوعات من القارئ.

 

أنواع الكتابة الصحفية – اشكال الكتابة الصحفية

تنقسم أنواع الكتابة الصحفية إلى ثلاث مجموعات ، حيث تضم كل مجموعة عدداً من الأنواع الفرعية الأخرى كما يلي:

  • أولاً الأنواع الإخبارية (الأنواع التقريرية): وهي تضم 3 أنواع من الكتابات الصحفية الإخبارية، وهي: الخبر والتقرير والريبورتاج.
  • ثانياً كتابات الرأي: وتشمل الكتابات المعبرة عن رأي الكاتب في موضوع أو قضية محددة، وتشمل: المقال الصحفي، التعليق، العمود الصحفي، والمقابلة الصحفية.
  • ثالثاً الأنواع الاستقصائية: ويمثلها التحقيق الصحفي.

 

ويتضمن المحتوى في مختلف أنواع الكتابة الصحفية  مجموعة من الرسوم التعبيرية لدعم المحتوى ، وتشمل: البورتريه أو الصورة الصحفية، الصورة الفوتوغرافية، والرسم الصحفي أو الكاريكاتير.

 

خصائص الكتابة الصحفية

تتسم الكتابة الصحفية بعدة خصائص تميز الخطاب الصحفي عن غيره من أنواع الكتابة، ويجب على كل الصحفيين أن يلتزموا بها. ومن أبرز خصائص الكتابة الصحفية ما يلي:

  • أن يكون الخطاب الصحفي مدعم بالأدلة والبراهين، ويكون من مصدر موثوق به، مثل المراجع والدراسات المعتمدة والاستطلاعات والدراسات البحثية الموثقة وما إلى ذلك.
  • أن يكون هدف الكتابة محدد وواضح وموجز دون إطالة أو إسهاب يدفع إلى الملل.
  • تحديد الجمهور المستهدف من الخطاب الصحفي، وتحديد أسلوب الخطاب المناسب للجمهور المستهدف .
  • إستخدام لغة مباشرة مبنية على حقائق أو معلومات يراد توضيحها، مع الدخول إلى صلب الموضوع دون مقدمات طويلة.
  • القدرة على الإقناع والتأثير في القارئ وتوجيه الرأي العام.
  • الحفاظ على المصداقية، وعدم اللجوء إلى الخداع بهدف تحقيق السبق الصحفي أو تحقيق المردود الإقتصادي الجيد.
  • الحياد وعدم الانحياز ، والإبتعاد عن التحيز العرقي أو الديني أو الجنسي أو التأثر بالضغوط والمؤثرات خارجية، سواءً عند كتابة مقالات الرأي أو تغطية الاخبار والأحداث الجارية؛ فالحياد جزء هام من أخلاقيات مهنة الكتابة الصحفية.

 

أساليب الكتابة الصحفية: كيف يتم صياغة قوالب الكتابة الصحفية

وبالحديث عن قواعد تنسيق الكتابة الصحفية ، فهي تختلف حسب أسلوب الكتابة المستخدم. ونذكر فيما يلي أبرز أساليب الكتابة المستخدمة في صياغة قوالب الكتابة الصحفية، وتشمل:

  • الأسلوب القصصي: يستخدم في سرد الأحداث والقصص بشكل مشوق وجذاب، ويعتمد على إستخدام التفاصيل والصور الحية لجذب انتباه القارئ.
  • الأسلوب الوصفي: وهو الأسلوب المستخدم عند وصف المشاهد والأماكن والأشخاص بشكل دقيق ومفصل، ليصبح القارئ قادراً على تصور الواقع أو المشهد الواقعي بشكل أفضل.
  • الأسلوب التحليلي: ويتم استخدامه في الكتابة الصحفية لتحليل الأحداث والظواهر والتعليق عليها. ويعتمد الأسلوب التحليلي على إستخدام الأرقام والإحصائيات والاقتباسات لإثبات ما يتم ذكره من الأفكار والآراء.
  • الأسلوب الاستقصائي: وهو الأسلوب المستخدم في جمع المعلومات والأدلة من مصادر مختلفة وإعادة صياغتها ونشرها. ويتم استخدامه في تسجيل المقابلات الصحفية ونشر الوثائق وكتابة التقارير الصحفية. ويعتمد على البحث والتحقق من الحقائق قبل نشرها.
  • الأسلوب الاستعراضي: ويستخدم في تقديم الأفكار والآراء والتحليلات المعتمدة على الحجج والأدلة القوية لإقناع القراء بالرأي المقدم.
  • الأسلوب الروائي: يستخدم في سرد قصص الخيال والروايات الصحفية. ويعتمد الأسلوب الروائي على أسلوب الحوار بين الشخصيات، وتطور الأحداث والتشويق لإثارة إهتمام القراء.

 

ويتم إستخدام أساليب الكتابة السابقة بشكل متنوع في الكتابة الصحفية لتحقيق أهداف وأغراض مختلفة. مع الأخذ في الإعتبار جذب انتباه القراء، وإيصال المعلومات للقارئ بشكل سهل ومفهوم، وتوجيه الرأي العام.

 

ويجب أن يتم صياغة قوالب الكتابة الصحفية بمختلف أنواعها صياغة سليمة وفقاً لأسس وقواعد تنسيق الكتابة الصحفية من حيث اللغة والصياغة. إلى جانب الكتابة بأسلوب ممتع لجذب القراء للقراءة والمتابعة، وجذب الرأي العام ودفعه نحو تبني وجهة نظر معينة.

وتعتمد الكتابة الصحفية على إستخدام الأسلوب الممتع المعتمد على عامل التشويق والإثارة والمفاجأة لإقناع القارئ بما يريده الكاتب. مع إستخدام لغة بليغة سهلة يفهمها القراء بمختلف مستوياتهم التعليمية وفئاتهم الإجتماعية.

 

مراحل الكتابة الصحفية: كيفية تنسيق الكتابة الصحفية بشكل منظم ومتوازن

تمر الكتابة الصحفية بعدة مراحل، تشمل ما يلي:

  • تحديد الموضوع: يتم أولاً تحديد الموضوع الذي ستكتب عنه والهدف منها والجمهور المستهدف.
  • جمع المعلومات: يجب جمع المعلومات المتعلقة بالموضوع من مصادر موثوقة كما ذكرنا سابقاً.
  • التخطيط والهيكلة: يتم هنا تحديد العناصر الرئيسية والترتيب المناسب لها وكيفية تنسيقها بشكل منظم.
  • الكتابة: وهي المرحلة التي تلي مرحلة التخطيط، ويمكن البدء في الكتابة بعد إختيار النهج المناسب الذي يحقق تنوع في الكلمات والأسلوب.
  • المراجعة: بعد الإنتهاء من الكتابة وتنسيق العناصر والصور الخاصة بها، تأتي مرحلة المراجعة للتأكد من عدم وجود أي أخطاء إملائية، أو أي خطأ في المعلومات أو تغطية الخبر أو الواقعة، ومراجعة جميع البيانات الصحفية للتأكد من أن المحتوى دقيق وموثوق ويستحق النشر.
  • بعد المراجعة والتأكد من صحة الألوان والمقاسات والكلمات وجودة وتنسيق الصور، تكون الأخبار والمقالات الصحفية جاهزة للنشر الورقي أو الإلكتروني لكي تكون في متناول القراء.

 

مبادئ الكتابة الصحفية- أسس تنسيق الكتابة الصحفية

ينبغي مراعاة أسس تنسيق الكتابة الصحفية عند صياغة المحتوى أو الخطاب الصحفي، ومن أبرزها ما يلي:

  • يجب أن يتكون الخبر الصحفي من فقرات صغيرة مترابطة بحيث لا تزيد كل فقرة عن 150 كلمة كحد أقصى حتى تمثل أي صعوبة أو ثقل أثناء القراءة، وتكون مريحة لعين القارئ .
  • أما المقال الصحفي فينبغي ألا يتجاوز 4 فقرات بالحد الأقصى، ويبدأ بمقدمة بسيطة تمهيدية تقدم الفكرة الأساسية للمقال وما يقدمه للقارئ، ثم تدرج الفقرات التي فيها تحليل ومناقشة موضوع ، ومن ثم إدراج فقرة استنتاجية لتقديم فهم عام أو ملخص أو استنتاجات حول موضوع المقال.
  • مراجعة اتساق اللغة مع السياق وطبيعة الموضوع المطروح. وينبغي توضيح وتفسير المصطلحات المتخصصة أو الكلمات الصعبة أو المصطلحات الأجنبية.
  • تحقيق الترابط والتجانس في أسلوب السرد، والاتساق بين المعلومات المقدمة للقارئ.
  • مراعاة حسن التنظيم والتقسيم في المحتوى؛ فيجب أن  يتم تنظيم وتقسيم عناصر المقال حسب الشروط العالمية، وهي: البدء بالعنوان، كتابة اسم كاتب المقال والمحرر إن وجد، جسم المقال الذي يضم الفقرات التي فيها تحليل كامل للموضوع المطروح، ثم فقرة الخاتمة.
  • مراعاة صحة اللغة وسلامة التعبير باللغة العربية السليمة والتعبيرات الصحيحة، والبعد عن التعبيرات الرسمية والمصطلحات المعقدة، خاصةً عند كتابة المقدمة.
  • تجنب إستخدام اللغة المبهمة وإستخدام الكلمات المألوفة، وتحاشي الكلمات الزائدة أو غير المهمة وغير المؤثرة. ومن الأفضل توضيح الكلمات والمصطلحات المبهمة أو المعقدة أو المتخصصة من خلال ضرب الأمثلة لتقريب القراء من فهم الواقع.
  • الإكثار من صيغ المبنى للمعلوم وتجنب صيغ المبني للمجهول؛ حيث أن المبني للمعلوم أقوى تأثيراً وأكثر حيوية.
  • تنويع إستخدام اللغة إلى أقصى حد ممكن لامتاع القارئ، وتحقيق التواصل الجيد بين الكاتب والقارئ.
  • مراعاة التنوع بين الجمل القصيرة والطويلة، وبين الجمل البسيطة والمركبة.
  • البساطة في النقل والتعبيرهي العنصر الرئيسي الذي يكمن خلفه نجاح التقرير أو المقال الصحفي.
  • تحقيق التوازن بين المحتوى النصي والعناصر المرئية، فيجب أن تكون هناك نسبة وتناسب دون طغيان جانب على الجانب الآخر.

 

تحقيق التوازن بين المعلومات والجاذبية البصرية في الكتابة الصحفية

من أهم خصائص الكتابة الصحفية أن تكون مثيرة وشاملة وجاذبة من خلال السمات الخارجية والمثيرات البصرية التي تحقق الجذب والتواصل مع المتلقي أو القارئ. بالإضافة إلى تحقيق التوازن بين الجاذبية البصرية وتقديم المعلومات الأساسية بإستخدام آليات تنظيمية محددة.

يعتمد تحقيق عنصر الجذب في الكتابة الصحفية على تطبيق آلية تنظيمية مناسبة عند تصميم المكونات الشكلية المثيرة للمدركات البصرية، وترتيب العناصر الرسومية (الخط، والشكل، واللون والصور) من حيث علاقة كل عنصر بالآخر، ومن حيث علاقتهم بتنسيق وعرض المحتوى النصي.

 

وكذلك توظيف المبادئ الأساسية للتنسيق المتمثلة في التوازن، والتركيز، والوحدة، والتناسب في عملية تنسيق الكتابة الصحفية.

 

ويعتمد إختيار البنية التركيبة والنسق المناسب على تحديد ما يلي:

ما الذي يريد الكاتب قوله للجمهور.

طبيعة الجمهور المستهدف.

الهدف الأساسي للتواصل، وأفضل العناصر الرسومية والمؤثرات البصرية التي تنقل الرسالة على أفضل وجه.

طريقة تنظيم العناصر الرسومية لجذب انتباه القاري وتحقيق أفضل تواصل مع الجمهور.

الأمور التي يريد الكانب تسليط التركيز عليها والأمور اللازم تقليل التركيز عليها.

 

ونستعرض هنا بعض أنواع التركيبات التي يقوم عليها تنسيق الكتابة الصحفية، وهي: التركيبات القائمة على الكتابة، التركيبات القائمة على الصور، والتركيبات اللفظية البصرية التضامنية:

 

التركيبات القائمة على الكتابة:

تركز على كتابة المعلومات، وتقلل التركيز على الصور والعناصر الرسومية، ويمكن أن تكون الكتابة هي العنصر الوحيد في التركيب.

 

التركيبات القائمة على الصور:

تركز على الصورة وتقلل التركيز على الكتابة. ويمكن الإعتماد على صورة أساسية تكون كل الصور والعناصر الرسومية الأخرى تابعة لها ومرتبطة بها، وتلعب دور رئيسي في التركيب وتعززه. وهنا تقوم الصور بنقل الرسالة أيضاً ، وتبقى الكتابة والمحتوى النصي تابعا لها.

 

التضافر البصري اللفظي | التوازن بين المحتوى النصي والعناصر المرئية:

يتم الإعتماد هنا على الصورة الأساسية والمحتوى النصي معا لتوصيل المعنى. وتكون العناصر الرسومية الأخرى كلها تابعة لعلاقة التضافر بين النص والصورة الرئيسية.

 

أهمية الصور في تنسيق الكتابة الصحفية

الصورة لها دور فاعل ومؤثر للغاية في تحفيز وتفعيل الجاذبية البصرية في الكتابة الصحفية؛ فهي ليست فقط عنصر جمالي، وإنما يتم توظيفها لتكون عنصراً أساسياً للتعبير عن الأخبار والأحداث والموضوعات المطروحة في مختلف أنواع الكتابة الصحفية.

وتعمل الصورة الصحفية على إضفاء معنى فريد من نوعه إلى المحتوى النصي؛ لجذب إهتمام القارئ بالمضمون الصحفي وتحقيق فهم أعمق بقدرة إقناعية عالية، وتقديم أكثر شمولاً للقضايا والمعلومات المطروحة.

ولذلك أصبحت الصورة قاسماً مشتركاً بين مختلف أنواع الكتابة الصحفية، وعنصراً أساسياً من عناصر الجاذبية البصرية، وتقديم أشكال أخراجية تداعب بتعبيرها الجمالي حاسة البصر لدى القراء.

بالإضافة إلى وظيفتها الإخبارية في إضفاء الكثير من المعانى للمادة الإخبارية المقدمة أو الموضوعات المطروحة في المقالات الصحفية، على أن يتم تحقيق التوازن بينها وبين العناصر الأخرى.

 

ضوابط استخدام الصور في تنسيق الكتابة الصحفية

رغم أهمية إستخدام الصور بصفتها عنصراً هاماً ومؤثراً، إلا أنه لابد من توافر الشروط المهنية اللازمة، والإلتزام ببعض الضوابط الخاصة بالجوانب المتعلقة بمضمون الصورة وشكلها وكيفية إستخدامها داخل بنية النص.

ومن أهم ضوابط إستخدام الصور في تنسيق الكتابة الصحفية ما يلي:

اتساق الصورة مع المضمون الذي يراد استخدامها فيه.

أن تضيف الصورة للمحتوى النصي المنشور، ولا تكون مجرد تكرار لما يقدمه هذا المضمون.

أن تكون الصورة صالحة للنشر وتوفر الشروط اللازمة، مثل : الوضوح وظهور التفاصيل، وضوح الألوان، واحتوائها على قدر عالي من التدرج لجذب انتباه القراء.

مراعاة كيفية الإستخدام الوظيفي للصور المتاحة، دون إدراج أعداد كبيرة من الصور. وأن يتم توزيع الصور بشكل متوازن ومناسب، دون أن تطغي الصورة بثقلها على بقية العناصر الأخرى، أو تستأثر باهتمام القراء.

 

وختاماً نود أن نؤكد على أن الكتابة الصحفية تختلف عن الكتابة التقليدية بكونها موضوعية وصريحة وموجزة، وتعتمد على الحقائق والأدلة. كما تعتمد على تقسيم الموضوعات والأفكار المعقدة إلى أفكار مفهومة وبسيطة تصل الى جميع فئات المجتمع، معتمدة على الثقافة والجاذبية البصرية التي تمثل منظومة متكاملة من الأشكال والرموز والألوان.