Tag Archive for: تنسيق كتابة المحتوى

الكتابة الأكاديمية خصائصها ومتطلباتها اللغوية

الكتابة الأكاديمية هي أحد أهم المهارات التي يجب على أي باحث علمي أو طالب أكاديمي إتقانها، إلا أن إتقان الكتابة الأكاديمية يحتاج إلى توافر مجموعة من المهارات. إلى جانب الإلمام بكل ما يخص الكتابة الأكاديمية؛ مثل أنواعها وخصائصها وأهميتها في مجال البحث العلمي. وكذلك معرفة معايير تنسيق الكتابة الأكاديمية، وكيفية صياغة المحتوى وعرضه بطريقة تحقق الغرض من الكتابة.

وسوف نقدم من خلال هذا المقال نظرة عامة على الكتابة الأكاديمية وكل ما يخصها ويهم الباحثين لمعرفة تفاصيل أكثر عن كيفية إتقانها، وأهم قواعد وتوجيهات لتنسيق الكتابة الأكاديمية باحترافية.

 

تعريف الكتابة الأكاديمية وأهم أسس تنسيق الكتابة الأكاديمية

الكتابة الأكاديمية هي التي تكون بهدف أو تكليف علمي، وتعتمد على الدقة والوضوح، والسلاسة والتركيز والترتيب. وتكون في إطار المؤسسات التعليمية والأكاديمية.

وتنقسم الكتابة الأكاديمية إلى نوعين:

  • الكتابة الأكاديمية لمقالات أو أبحاث أو تقارير أو ملخصات للنشر في مجلة أو كتاب أو موقع إلكتروني.
  • الكتابة الأكاديمية للطلاب، وهي التي تستخدم كشكل من أشكال التقييم في المدرسة أو الجامعة أو مراحل الدراسات العليا.

ومن أمثلة الكتابة الأكاديمية الأبحاث المقدمة لاجتياز المساقات الجامعية، مشاريع التخرج، ورسائل الماجستير والدكتوراه.

كما يتم إستخدام هذا النوع من الكتابة في المجالات الأكاديمية المختلفة كالكتابة والنشر بعدة طرق وأشكال مختلفة، ومن أبرزها الملخصات العلمية، والمقالات الأكاديمية، والمقالات العلمية المقدمة للنشرالعلمي.

وعلى الرغم من أن الكتابة الأكاديمية تنحصر عادة في المجال الأكاديمي، إلا أن الكاتب قد يجد جمهور خارج هذا المجال من المهتمين بالمجالات العلمية.

تعتمد الكتابة الأكاديمية على أسلوب ونسق لغوي له أدواته وألفاظه وتراكيبه وبناؤه، ودلالاته ومعانيه وصياغته وخصائصه. وتتميز أيضاً بالموضوعية والطابع الرسمي، وإستخدام منظور الشخص الثالث (ضمير الغائب) بدلاً من منظور الشخص الأول (ضمير المتكلم).

يتم التركيز في الكتابة الأكاديمية على مشكلة البحث، ويتم إختيار الكلمات والمصطلحات المستخدمة بدقة، وذلك حسب مجال الكتابة؛ مثل المصطلحات القانونية أو المصطلحات العلمية.

ما هي سمات و خصائص الكتابة الأكاديمية ؟

وبالحديث عن أهم قواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية ، نتناول أولاً أهم خصائص الكتابة الأكاديمية لنتعرف معا إلى طبيعة هذا النوع من الكتابة.

يمكننا تقسيم خصائص الكتابة الأكاديمية إلى ثلاثة محاور، تشمل العديد من السمات والخصائص المميزة.

أولاً الجهة المستهدفة أو الجمهور المستهدف من الكتابة الأكاديمية

تستهدف الكتابة الأكاديمية فئة محددة، على سبيل المثال الطلاب والباحثين العلميين، العلماء وأعضاء هيئات التدريس، والمهتمين بالموضوعات العلمية والمقالات الأكاديمية المتخصصة.

 

ثانياً نوع وأسلوب الكتابة

يتميز أسلوب الكتابة الأكاديمية بالخصائص التالية:

  • تتميز الكتابة الأكاديمية بالموضوعية والحيادية بعيداً عن العاطفة والأمورالشخصية والمعتقدات والميول الخاصة بالكاتب، حيث تعتمد فقط على معطيات وحقائق مدعمة بالأدلة والبراهين العلمية.
  • تتسم الكتابة الأكاديمية بالصراحة والوضوح، والتسلسل المنطقي السليم. بالإضافة إلى ضرورة تجنب الغموض والتكرار، وأن تكون أفكار النص مترابطة ومتماسكة وسلسة وسهلة الفهم، بحيث يستطيع القارئ الوصول إلى المقصد بأقل جهد، دون لبس أو تشويش أو إرباك.
  • الطالب أو الباحث العلمي أو الكاتب الأكاديمي مسؤول مسئولية تامة عن كل ما يرد في النصوص الاكاديمية التي يكتبها، سواءً من الناحية العلمية، أو من الناحية القانونية والإجتماعية والدينية.
  • اللغة المستخدمة في هذا النوع من الكتابة هي لغة عقلانية تعتمد على البرهان والدليل، دون مبالغة أو غموض. عليك فقط الإلتزام بالمنهج والسياق الأكاديمي والدقة المتناهية في كتابة النصوص أو المقالات الأكاديمية والعلمية، وخاصةً فيما يتعلق بالحقائق والأرقام.
  • الصدق والدقة والأمانة العلمية في نقل المعلومات والبيانات، وخاصةً عند سرد الحقائق والإحصائيات والأرقام من مختلف المصادر والمراجع.
  • تعتمد الكتابة الأكاديمية على نمط الكتابة الرسمية التي تحتاج إلى إستخدام لغة فصحى سليمة، بعيداً عن اللهجات والكلمات العامية التي تضعف النصوص.
  • الإبتعاد عن إستخدام الألوان في الكتابة إلا إذا لزم الأمر. بالإضافة إلى تجنب العناوين المزركشة، والإبتعاد عن أسلوب الدعابة أو عدم الجدية أو طرح النكات في النص الأكاديمي.
  • كما يُنصح أيضاً بالبعد عن اللغة الإنفعالية أو الألفاظ التي تدل على التحيز. وتجنب كذلك إستخدام اللغة العامية، والبعد تماماً عن إستخدام الضمير (أنا) أو ما يماثله.
  • يمكن استبدال الضمائر الشخصية بكلمات أخرى عند الحاجة إلى ذلك، مثل كلمة الباحث، أو المؤلف، أو الكاتب، أو إستخدام صيغة المبني للمجهول، مثل: قد لوحِظَ، وهكذا.
  • على الطالب أو الباحث العلمي أن يتجنب إستخدام ألفاظ اللغة التأكيدية القاطعة، بل يجب أن يستخدم أسلوب حذر يميل إلى الإعتقاد في عرض المعلومات والنتائج.
  • أحد أهم خصائص الكتابة الأكاديمية، وأحد قواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية هو خلوها من الأخطاء الإملائية او النحوية أو اللغوية. ويعتمد هذا على مهارات الكاتب أو الباحث اللغوية.

 

إذا لم يكن الباحث أو الكاتب الأكاديمي بارعاً في الجانب اللغوي، فيمكنه الإعتماد على مدقق لغوي محترف يمتلك الإمكانيات والمعارف اللغوية الكبيرة.

كما يمكنك اللجوء إلى أحد المواقع الإلكترونية التي تقدم خدمة تدقيق لغوي احترافية وموثوقة، تضمن خروج النص بشكل سليم ومترابط دون ظهور أي أخطاء.

ثالثاً الغرض أو الهدف من الكتابة الأكاديمية – أهمية الكتابة الأكاديمية

المحور الثالث من خصائص الكتابة الأكاديمية هو الهدف أو الغرض الذي تسعى هذه الكتابة لتحقيقه. تهدف الكتابة الأكاديمية بشكل عام إلى إثبات أمور وحقائق علمية، أو تفسيرها، او الوصول إلى نتائج وحلول مرتبطة بمشكلات أو بظواهرمعينة.

كما تنقل الكتابة الأكاديمية الأفكار والأبحاث والمعلومات إلى المجتمع الأكاديمي؛ حيث تسمح للمتخصصين والمهتمين بمختلف المجالات بالإطلاع على كل ما هو جديد في تخصصاتهم الأكاديمية وزيادة خبراتهم.

وللكتابة الأكاديمية أهمية كبيرة جداً، كما أن لها فوائد جمّة، حيث تساعد الكتابات والأبحاث الأكاديمية على تقدم العلوم من مختلف التخصصات. كما يعد أسلوب الكتابة الأكاديمي من أهم وسائل نشر وتطويرالعلوم، وتوثيق الأفكار والكتابات العلمية السابقة.

 

ويمكن تلخيص أبرز أغراض وأهداف الكتابة الأكاديمية فيما يلي:

  • الكتابة عن بحث أصلي أجراه الباحث أو الطالب الأكاديمي.
  • الإجابة على سؤال تم طرحه أو اختياره من قبل كاتب المقال الأكاديمي، أو مناقشة موضوع وإعطاء رأي الكاتب.
  • لتجميع وعرض الجهد الذي قام به الآخرون حول موضوع ما.
  • تقديم تقريرعلمي متعلق ببحث تم إجراؤه من قِبَل باحث آخر، أو تحليل مجموعة من البحوث التي تم إجرائها حول موضوع علمي محدد.

 

رابعاً تجنب الانتحال والسرقة الأدبية

وتعتبر الأبحاث العلمية من أرقى أنواع الكتابة الأكاديمية وأكثرها دقة، ويكون هدفها عادةً الوصول إلى اكتشافات جديدة في تخصص علمي محدد.

ولذلك فمن أبرز خصائص الكتابة الأكاديمية وشروطها وأهم أسسها أن يكون النص أصلي غير منتحل، أي أنه لم يتم سرقته من باحث أو كاتب أو مؤلف آخر، وتقديمه على أنه من تأليف الكاتب.

 

خامساً التوثيق

لتجنب الانتحال ينبغي التأكيد على مصداقيتك وموضوعيتك؛ ولذلك يجب توثيق كل معلومة أو رأي ونسبه إلى صاحبه.

وقد يكتب الباحث أو الكاتب الأكاديمي فقرة أو نص باجتهاده أو يعلق على رأي ما، أو قد يقتبس المعلومة أو الرأي حرفياً. وفي جميع الأحوال يجب الإشارة إلى المراجع والمصادر والاقتباسات سواءً تم إعادة صياغتها أم تم وضع النص كما هو دون تغيير.

 

مراحل الكتابة : التخطيط – الكتابة- المراجعة

وقبل أن نتناول أهم قواعد وأسس تنسيق الكتابة الأكاديمية ، نود أن نذكر لكم مراحل الكتابة الأكاديمية التي يمر بها كتابة المحتوى الأكاديمي.

 

مرحلة ما قبل الكتابة (مرحلة التخطيط والإعداد )

المرحلة الأولى هي مرحلة الإعداد والتخطيط للكتابة نفسها. تتضمن هذه المرحلة القيام بعدة نشاطات قبل بدء الكتابة، وتشمل: تدوين الملاحظات، العصف الذهني لكتابة الأفكار الرئيسية، الحوار والمناقشة أو إجراء المقابلات لجمع أكبر كم من المعلومات حول المشكلة البحثية أو الموضوع البحثي؛ مما يزيد من قدرة الباحث أو الكاتب على الكتابة الأكاديمية المتعمقة التي تحقق الفوائد والأهداف المطلوبة منها.

 

إنشاء مخطط تفصيلي

قبل أن مخطط تفصيلي  لكتابة المقال الأكاديمي وتنسيق الكتابة الأكاديمية. يتكون المخطط من 4 مكونات أساسية، وتشمل:

  1. مقدمة: وهي النقطة المحورية في كتابتك، وأحد العناصر الأساسية في المقال أو البحث الأكاديمي، وتأتي لبيان الرسالة الرئيسية التي يحاول المؤلف أو الكاتب إيصالها أو توضيحها أو إثباتها. ‍كما تعرض معلومات وشرح للمصطلحات الأساسية.
  2. النقاط الأساسية: وهي تمثل هيكل المقال، وتشمل الأفكار أو البيانات الرئيسية التي ستستخدمها لدعم أطروحتك أو بحثك العلمي.
  3. أهمية موضوع البحث: عند كتابة مقال أكاديمي، من المهم ربطه بشكل مباشر أو غير مباشر بالواقع. وبيان اهميته بالنسبة لك أو بالنسبة للمجتمع.
  4. خاتمة: وهي عبارة عن ملخص أو بيان قصير وقوي يشرح بإيجاز التقاط الأساسية في المقال الأكاديمي ( ملخص النقاط الرئيسية التي تمت مناقشتها في الجزء الرئيسي).

 

مرحلة الكتابة والتدوين

بعد الإنتهاء من مرحلة الإعداد والتخطيط السابقة، تأتي مرحلة الكتابة، وهي المرحلة التي يقوم فيها الكاتب بتحويل أفكاره ومعارفه إلى محتوى مكتوب يشاهده القارئ ويتفاعل معه، فيبدأ بكتابة المحتوى مع مراعاة الصيغ اللغوية المناسبة، مع الإستشهاد بالحجج والأدلة ومراعاة أسس وقواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية.

 

إختيار عنوان قوي ومناسب لمقالك الأكاديمي أو ورقتك البحثية

بمجرد قيام بإنشاء مخطط تفصيلي مناسب، وتحديد نقاطك الرئيسية، وجمع المصادر والأدلة لدعم أفكارك، فقد حان الوقت لبدء كتابة البحث أو المقال الأكاديمي أو الأطروحة.

يختار الكثير من الكتاب والباحثين إختيار عنوان ووضعه قبل البدء في عملية الكتابة لأنه يساعدهم على ضبط الكتابة.

بينما يفضل آخرون الإنتهاء من الكتابة أولاً، ثم إنشاء عنوان بناءً على المعلومات المكتوبة. والخيار الثاني هو الأنسب لكتابة المقالات السردية أو الوصفية. وفي كافة الأحوال من المهم تحديد عنوان مقال محدد ومناسب  واتباع موضوعه العام.

 

كيف تبدأ المقال الأكاديمي : كتابة مقدمة قوية ومقنعة

تعد صياغة المقدمة جزء هام في تنسيق الكتابة الأكاديمية الذي نتحدث عنه في هذا المقال، لأنها الطريقة الأكثر فعالية لجذب القارئ إلى تكملة قراءة المقالة الأكاديمية. وكذلك عرض وإيصال المعلومات والأفكار الأساسية وشرح المصطلحات الرئيسية في الأطروحة أو البحث الأكاديمي والعلمي.

عند كتابة أي مهمة كتابية أكاديمية، يجب البدء بصياغة مقدمة قوية وشاملة ومقنعة.

إذا لم تكن لديك خبرة كبيرة في كتابة الأوراق الأكاديمية، فمن الأفضل العثور على مثال جيد لبحث أكاديمي أو مقالة أكاديمية لإعطائك فكرة عن كيفية تقديم مقدمة جيدة، والتعرف إلى بعض التقنيات المفيدة والفعالة لمساعدتك في بناء مقدمة مناسبة لموضوع البحث

الغرض الرئيسي هنا هو جذب انتباه القارئ وتشجيعه على مواصلة القراءة. ويمكنك إستخدام إحدى التقنيات التالية في صياغة المقدمة:

  • الاقتباس: يعد بدء المقدمة باقتباس إبداعي وهادف أحد الأساليب الأكثر شيوعاً لتقديم الورقة البحثية أو بدء المقالة الأكاديمية أو الأطروحة. عندما يتم إختيار الاقتباس المناسب الذي يرتبط مباشرة بموضوعك ولا يشتت انتباه القارئ عن الفكرة الرئيسية، فإنه يمكن أن يكون له تأثير قوي على القارئ وعلى المقال بأكمله.
  • حقيقة: يمكنك بدء المقدمة بعرض حقائق أو بيان واقعي أو إحصائية؛ حيث يعد هذا مفيداً للغاية عند كتابة المقالة التفسيرية، ويضيف مصداقية إلى مقالتك.
  • سؤال بلاغي: طريقة أخرى لبدء مقالتك، وهي أن تبدأ بسؤال بلاغي يساعدك على التواصل بشكل أكبر مع القراء، على أن تجيب على هذا السؤال في نص مقالتك بعد ذلك.

 

لا تقم بكتابة معلومات غير ضرورية، قم فقط بتحديد محور المقالة وتعريف القراء بالأفكار الرئيسية التي ستغطيها ضمن فقرات النص

 

الهيكل الرئيسي للمقال الأكاديمي

من أهم قواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية هو كيفية تنسيق وصياغة الهيكل الرئيسي للمقالة الأكاديمية، وصياغة فقرات نص مقالتك بأفضل صورة لجمهورك.

يكون النص الرئيسي في المقال الأكاديمي مكون من 5 فقرات. عند كتابة فقرات، يجب ذكر النقاط والأفكار الرئيسية وفقاً لترتيب المخطط التفصيلي الخاص بك، مع دعمها بالحجج والبراهين والحقائق الصحيحة.

حافظ على اتساق الفقرات، على أن تتكون فقرة النص من 5 إلى 7 جمل، مع الحرص على اتباع بنية متماثلة. وتذكر أن الهدف الأساسي من المتن هو الإجابة على أية أسئلة تخطر على ذهن القارئ بعد المقدمة، وعرض المفهوم الكامل الذي تقدمه خلال مقالتك.

احرص على إختيار الكلمات والمفردات التي تستخدمها لتمثل معلوماتك بدقة. بالإضافة إلى إستخدام اللغة الفصحى، وتجنب اللغة العامية أو اللغة غير المناسبة، أو الكليشيهات، أو الألفاظ غير المناسبة أو التي قد تؤدي إلى إرباك القراء أو إساءة الفهم، وما إلى ذلك.

 

الخاتمة: انتهي بقوة كما بدأت

في أي مهمة كتابة أكاديمية، عليك أن تبدأ بقوة وتنتهي بشكل أقوى. عندما تقترب من نهاية كتابة المقال الأكاديمي، فكر في كيفية صياغة خاتمة مناسبة تذكر فيه القارئ بما يلي:

  • ملخص يقدم إعادة صياغة مكثفة للمعلومات الواردة في المقالة أو الأطروحة وأهم النقاط الرئيسية.
  • تذكير القارئ بمدى أهمية هذه المعلومات وتأثيرها.
  • كنابة الجملة الأخيرة التي تخدم غرض المقال الأكاديمي وتؤثر في القارئ.

 

إذا كنت قد بدأت في البداية بسؤال بلاغي أو طرح مشكلة، ستكون اللمسة اللطيفة هي إعطاء الجمهور إجابة علي السؤال أو حل للمشكلة. وإذا كنت قد كتبت اقتباس على سبيل المثال ، فأعد صياغته بكلماتك الخاصة المؤثرة؛ فمن المهم أن تختتم مقالك أو بحثك الأكاديمي بكلمات قوية تبقى في ذهن القارئ أو تؤثر فيه.

 

مرحلة المراجعة

يقوم الكاتب في هذه المرحلة بعملية المراجعة لإخراج النص المكتوب ووضعه بأفضل صورة ممكنة. وتشمل مرحلة المراجعة جانبين أساسيين:

  • إجراءات المراجعة اللغوية: وتعني قيام الكاتب بمراعاة قواعد الإملاء، وقواعد النحو والصرف والإعراب وبناء الجمل والتراكيب اللغوية، حذف الصياغات الضعيفة وما إلى ذلك. وكذلك مراعاة إستخدام علامات الترقيم بشكلٍ صحيح.
  • مراجعة الأفكار في العمل الكتابي: من أهم مراحل مراجعة الكتابة الأكاديمية هي مراجعة ترتيب وتسلسل الأفكار، والتأكد من وضوح كل فكرة، والدقة في إختيار الكلمات والجمل للتعبير عنها، ودعمها بالأدلة والشواهد والبراهين.

 

مراجعة تنسيق الكتابة الأكاديمية

ويتم هنا مراجعة الإلتزام بقواعد وأسس تنسيق الكتابة الأكاديمية، مثل تطبيق الهوامش والمسافات البادئة والتباعد بين الأسطر، وإبراز العناوين الرئيسية والفرعية وأنماط الخطوط وتنسيق الفقرات.

بالإضافة إلى توثيق المحتوى وإضافة قائمة المراجع  والمصادر التي تم الإستعانة بها في كتابة المقال أو البحث الأكاديمي، وغير ذلك من أدوات تنقيح المحتوى الأكاديمي.

ضع اللمسات النهائية على مقالك، وتأكد من أنه يلبي متطلبات تنسيق الكتابة الأكاديمية المحددة.

 

أهم قواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية

يمكن تقسيم قواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية وفقاً لعدة محاور رئيسية داخل المقال الأكاديمي أو البحث أو الأطروحة.

 

قواعد تتعلق بالصياغة

تأخذك عملية الصياغة من مرحلة تجميع المعلومات والمصادر إلى مرحلة تنظيم وصياغة الأفكار داخل مقالتك.

تبدأ أي مهمة كتابة أكاديمية ممتازة بمسودة أولية. والمسودة هي مرحلة تستخدم فيها جميع المعلومات التي حصلت عليها في صياغة مقالتك الأكاديمية. ومن ثم إعادة صياغتها للتخلص من مشكلات صياغة المحتوى، أو العيوب الهيكلية، أو الأخطاء الإملائية والنحوية البسيطة، حتى تصل إلى المسودة النهائية للمقال.

لابد من إستخدام لغة فصيحة، على أن تكون لغة سهلة ومفهومة ومقبولة لدى اوتعتمد على التبسيط وتوظيف المفاهيم وتوضيح المصطلحات المتخصصة أو المعقدة، وخاصة في البحوث والمقالات العلمية. ولكن تجنب الخلط بين اللغة العلمية الفصيحة ومفردات اللهجات العامية.

احرص على أن تكون الصياغة اللغوية تتسم بالوضوح وسلامة اللغة، مع ضرورة الإلتزام بأخلاقيات الكتابة العلمية والبحث العلمي، وتجنب إستعمال كلمات أجنبية وسط النص العربي إلا للضرورة.

ومن أهم قواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية للباحث أو الكاتب الأكاديمي هو بناء الفقرات وترابطها بشكل وثيق وبصورة سلسلة للمساعدة على إبراز المعنى، والوصول إلى الهدف من المقالة.

طول الفقرات ليس موحداً، بل يتفاوت حسب الفكرة المطروحة، ومن الضروري أن تكون كل فقرة مكملة لفكرة الفقرة السابقة لها، وممهدة لفكرة الفقرة اللاحقة لها، بهيث تحقق التناسق والانسجام بين الفقرات التي تعمل على معالجتها. مع أهمية خلوها من الحشو أو التكرار المعنوي أو اللفظي.

 

القواعد التي ترتبط بالجانب اللفظي

إن تنسيق الكتابة الأكاديمية باحترافية يستلزم الإهتمام باللغة المكتوبة وحسن إختيار الألفاظ المناسبة باللغة العربية الفصحى.

كما أن السلامة النحوية والإملائية شرط أساسي لا بد من الإهتمام به في الكتابة الأكاديمية، وخاصةً إذا كانت الأخطاء تؤدي إلى التغيير أو التحريف في المعنى المقصود.

بالإضافة إلى ذلك يجب على الكاتب الأكاديمي أو الباحث العلمي أن يعتني بوضع علامات الترقيم في موضعها الصحيحة، وأن يقوم بضبط تشكيل الكلمات عند الحاجة لذلك.

إلى جانب الحرص على وضع العناوين الرئيسية او الفرعية أو العناوين الجانبية بشكل سليم؛ لزيادة جمال ووضوح وتنسيق المقالة أو البحث العلمي.

 

القواعد التي ترتبط بالمعنى

وتشمل القواعد التي ترتبط بالمعنى ما يلي:

  • الاعتناء بصياغة الجمل والفقرات بحيث تظهر بشكل واضح وبليغ.
  • الإعتماد على الأسلوب العلمي المباشر، بحيث يجمع بين الوضوح والجمال في الصياغة، مع الموضوعية والدقة والسلامة في المعنى.
  • عدم إستخدام الاقتباسات بكثرة.
  • تجنب التكرار أو الإسهاب الممل الذي لا حاجة إليه.
  • احترام عقلية القارئ، وإستخدام أسلوب علمي منطقي سليم يعرض القضايا مع دعمها بالأدلة والبراهين والحجج المنطقية، والإبتعاد عن الأسلوب الجدلي العقيم..
  • الربط بين مختلف المباحث والتقسيمات والأجزاء في البحث الاكاديمي أو الأطروحة، بحيث يكون كل مبحث أو فصل أو باب مرتبط بما قبله ويكمله، ويمهد للجزء الي يليه، فتكون الكتابة متسلسلة بصورة سلسلة وممتعة.
  • التركيز بشكل كامل على إبراز الفكرة الأساسية بصورة واضحة، وربط جميع النقاط الفرعية بها.

 

يمكنك تحسين مهارات الكتابة الأكاديمية ومعرفة المزيد من قواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية من خلال القراءة والكتابة بإستمرار. والحصول على الملاحظات والتعليقات البناءة من الآخرين، مما يساعدك في تطوير مهارات الكتابة الأكاديمية لديك، وتحسين جودة أبحاثك العلمية ومقالاتك المتخصصة في المجال الأكاديمي.

وختاماً نأمل أن نكون قد منحناك بداية جيدة لتصبح كاتب مقالات  متميز، من خلال ما قمنا باستعراضه من بيان مفهوم الكتابة الأكاديمية وأهم خصائصها ومتطلباتها ، وأهم التوجيهات والقواعد في صياغة وتنسيق الكتابة الأكاديمية لتوصيل أفكارك والتعبير عن نفسك بوضوح وبثقة أكبر.

 

أهمية تنسيق الكتابة في جعل المحتوى قابل للقراءة

يلجأ المستخدمون إلى المحتوى الرقمي لأنه أبسط وأسهل وأقل تكلفة؛ حيث يمكن لأي مستخدم حول العالم الحصول على المعلومات التي يحتاجها حينما يريد ذلك. ولكن إذا كان المحتوى الرقمي الذي تقدمه غير قابل للقراءة، فلن يكون بالطبع مفيدًا لعملائك، بغض النظر عن مدى جودة وشمولية محتوى موقعك.

تتعلق قابلية القراءة بجعل المحتوى الرقمي واضحًا وسهل الفهم، مما يزيد من فرصة إقبال الجمهورالمستهدف على موقعك وتفاعله مع المحتوى. ونتناول في مقالنا أهمية تنسيق الكتابة في جعل المحتوى قابل للقراءة، وكيف يمكن أن تؤدي التغييرات في تنسيق النص إلى تحسين إمكانية القراءة وزيادة قدرة القارئ على الفهم بسرعة ودقة.

مفهوم تحسين قابلية القراءة والعوامل المؤثرة عليه

  • عندما يتعلق الأمر بإنشاء مدونة أو موقع لنشر محتوى احترافي يتصدر محركات البحث، ويجذب أكبر عدد من الزوار، ويحقق عدد كبير من من المشاركات على شبكة الإنترنت، فهناك بعض الجوانب التي يجب مراعاتها لتحسين موقعك :
  • وضع تصميم متجاوب للموقع يتكيف مع مختلف أحجام الشاشات والأجهزة، مع أخذ الأنواع المختلفة للأجهزة بعين الإعتبار، وخاصة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
  • الإهتمام بسرعة تحميل الصفحات وتحسين موقعك لضمان وقت تحميل سريع وتجربة إستخدام ممتازة؛ فسرعة تحميل الصفحات واحدة من أبرزعناصر السيو وفقاً لمحرك البحث جوجل.
  • الإهتمام بجودة المحتوى؛ فيجب أن يكون المحتوى شامل وذو قيمة، ويلبي احتياجات القراء. مع ضرورة التركيز على المحتوى المفيد والجذاب، والإبتعاد عن الحشو غير المفيد.
  • إختيارالكلمات المفتاحية المناسبة لجذب الزوار، وذلك من خلال استهداف الموضوعات التي يكثر البحث عنها.
  • نشر محتوى قابل للقراءة يحقق معايير قابلية القراءة ويتوافق مع معايير
  • توفير تجربة مستخدم سهلة من خلال تحسين التنقل بين صفحات الموقع، سهولة البحث، إستخدام أزرار كبيرة لسهولة التفاعل على الشاشات الصغيرة، قابلية موقع الويب للزحف والفهرسة من طرف روبوتات البحث، ووجود بنية منظمة للموقع ومنطق واضح في بنية الصفحات.
  • تصنيف الصفحة PageRank، وهو يعتمد على وجود روابط داخلية بين صفحات موقعك ذاتها، بحيث تفيد القارئ في التعرف إلى الموضوعات ذات الصلة، وروابط خارجية (نصية أو خلفية) صالحة لصفحات أخرى رسمية أو مصادر معلومات عامة مفيدة، على أن تكون المواقع الخارجية معروفة وموثوقة. في
  • معدل الزيارات داخل الموقع أو معدل النقر CTR، وهو يمثل عدد النقرات أو عدد الزيارات الكلي للموقع، وكذلك وقت بقاء القارئ في الصفحة.
  • إستخدام HTTPS؛ أي أن يكون موقع الويب مؤمن ولديه شهادة
  • توافر عناوين URL بسيطة وسهلة الإستخدام.
  • تحسين الكلمات المفتاحية، وإستخدام الكلمات الرئيسية ذات الصلة في الأماكن ذات الصلة.
  • تحسين الصور لمحركات البحث.
  • مشاركة المحتوى على منصات التواصل الإجتماعي، حيث يعتبر هذا علامة إيجابية ويؤثرعلى ترتيب الموقع في صفحة نتائج البحث.
  • التحديث المستمر للمحتوى ومواكبة المستجدات الحديثة. وكذلك تحديث الروابط في الصفحات (الداخلية والخارجية) وتجديد المصادر التي تعتمد عليها صفحات موقعك.
  • إختبار وتحسين الموقع بإستمرار لضمان الأداء المثالي.

 

لنفترض أنك قمت بصياغة استراتيجية واضحة تشمل كافة عناصر تحسين المواقع السابق ذكرها، إلى جانب وضع خطة المحتوى المناسبة، ستخسر كل شيء إن لم تتحقق من قابلية قراءة المحتوى على موقعك.

يجب عليك التفكير في كيفية صياغة المحتوى وعرضه بطريقة أكثر سهولة في الإستخدام، بحيث تكون مناسبة للطريقة التي يتعامل بها القارئ مع النص على مواقع الويب.

نحن نقدم لك هنا إرشادات مفيدة حول ما يجب عليك فعله من أجل تحسين قابلية القراءة وكيفية تحسين صياغة المحتوى وتنسيق النصوص لتصبح أكثر قابلية للقراءة.

 

ما المقصود بقابلية القراءة؟

تعني قابلية القراءة أن تكون المادة المقروءة ملائمة لقدرات القارئ على القراءة، وانجذابه إلى المحتوى المقروء وفهمه معنى ما يقرأ.

يعنى التعريف السابق أن تكون المادة المكتوبة ضمن حدود قدرة من كتبت لهم، ويستطيعون قراءتها وفهمها بيسر وسهولة، من خلال تسهيل أسلوب الكتابة، وتذليل صعوبات القراءة.

 

العوامل المؤثرة في قابلية القراءة – تأثير تنسيق النص على تحسين قابلية القراءة

 

تشمل العوامل المؤثرة في قابلية القراءة نوعين من العوامل كما يلي

 

العوامل التي تعود إلى القارئ وتشمل:

  • الخلفية الثقافية والمعرفية السابقة لدى القارئ.
  • معرفة القارئ بالموضوع الذي يتناوله النص.
  • ميول القارئ ودوافعه.
  • عمر القارئ ومدى قدرته على القراءة.

 

العوامل المتعلقة بالنص وتشمل:

  • نوعية الكلمات الواردة في النص.
  • الجانب النحوي الخاص بتركيب الجمل والتراكيب النحوية في النص.
  • مدى ملاءمة النص لمستوى القراء وميولهم وخبراتهم.
  • صياغة وتنسيق النص.

 

ونتناول في السطور القادمة العوامل المتعلقة بالنص، وأهمية تنسيق الكتابة في تحسين قابلية القراءة، وكيفية كتابة نص قابل للقراءة بسهولة.

 

أهمية قابلية القراءة

تضمن قابلية المحتوى الخاص بك للقراءة، إقبال الزوار على موقعك وضمان تفاعلهم مع المحتوى؛ فإذا وجد الشخص أن محتوى موقع الويب يصعب قراءته، فسوف يذهب إلى موقع آخر ويترك موقعك، وهذا يجعل قابلية القراءة عاملًا مهمًا جدًا للنجاح في تسويق المحتوى الرقمي الخاص بك.

بالإضافة إلى أن محرك البحث Google يعتبر قابلية القراءة عاملاً رئيسياً في تصنيف المواقع، لأنها تعمل على تحسين تجربة المستخدم داخل الموقع.

المحتوى الذي يسهل فهمه سيكون أسهل في التفاعل والتنقل ويحقق استفادة أكبر للقارئ، وهذا سوف يشجع القراء على البقاء على صفحتك لفترة أطول.

ولا يقتصر مفهوم قابلية القراءة على محتوى الويب فقط ، ولكن يمكن أن يفيد مفهوم تحسين قابلية القراءة المعلمين في إختيار وصياغة النصوص المناسبة والجيدة للطلاب. كما يمكن أن يفيد الحقوقيين والسياسيين في صياغة اللوائح والقوانين بهدف وصول الرسائل الصحيحة للمستفيدين بطريقة بسيطة وسهلة الفهم.

إلى جانب أهمية تنسيق الكتابة في تحسين قابلية القراءة، فهناك العديد من الجوانب الأخرى التي يجب أخذها في الإعتبارعند العمل على تحسين قابلية القراءة، وتشمل:

  • متوسط عمر القراء، والذي قد يكون أقل مما تتوقع. يجب عليك أن تضع في اعتبارك الفئة التي توجه إليها هذا المحتوى عند إختيار المعلومات والعناصر المرئية أو البصرية مثل الصور والرسوم البيانية والمخططات ومقاطع الفيديو وغيرها.
  • المستخدمين الذين يعانون من صعوبات في التعلم أو القراءة.
  • طبيعة قراءة المحتوى المنشور على الإنترنت. أظهرت الدراسات أن غالبية الأشخاص يقومون بقراءة حوالي 18٪ فقط من محتويات الصفحة؛ أي أن مستخدمي الويب لا يقرأون محتوى الصفحة كلمة بكلمة، لأنهم يبحثون عن معلومات محددة أو يحاولون إتمام مهمة محددة.

لذلك يجب صياغة المحتوى بطريقة أكثر سهولة في الإستخدام وتناسب الطريقة التي يتعامل بها القارئ مع المحتوى على موقع الويب.

وبشكل عام، فإن تنسيق الكتابة وصياغة النصوص بأفضل صورة سيضمن حصول القارئ على جميع المعلومات الهامة في مقالك بغض النظر عن المرحلة العمرية أو صعوبات التعلم ، وبدون الحاجة إلى قراءة المحتوى كلمة بكلمة.

يمكنك أيضاً إستخدام أداة شاملة ذات نتائج واضحة تعطيك رؤية شاملة لمدوناتك، وتقدم اقتراحات واضحة لتحسين قابلية القراءة للمحتوى الخاص بك، ثم يمكنك التعديل بثقة.

 

أهمية تنسيق الكتابة في تحسين قابلية القراءة: لماذا تقوم بتنسيق النص؟

يمكن أن يحافظ التنسيق على المحتوى الخاص بك منظماً جيداً وسهل القراءة، ويجعل النص جذاباً بدرجة كافية ويثير رغبة الزائر في القراءة.

ولذلك عليك إستخدام العناوين والقوائم والمسافات وأنماط الخطوط والرسومات والألوان والعناصر المرئية لتحسين فعالية المحتوى الخاص بك.

البيئة والإعداد الذي تضع فيه القارئ يؤثر بكل تأكيد على مدى إقباله على موقعك أو مدونتك وتفاعله مع محتواها؛ عادةً ما يتصفح القارئ المقالات أولاً، ثم يقرر ما إذا كانت تستحق القراءة أم لا.

ولحسن الحظ، يمكنك التحكم في كل عنصر داخل محتوى الصفحة أو نصوص المقال، وتخصيصه وفقاً لمتطلبات تحسين قابلية قراءة النص، وجذب المستخدم وزيادة اهتمامه بمقالاتك.

وفيما يلي نصائح هامة حول كيفية إستخدام تنسيق النص في تحسين قابلية القراءة.

 

ما هي إستراتيجيات كتابة نص قابل للقراءة؟ كيف يتم تنسيق النص؟

قد يزور المستخدم الكثير من المواقع الإلكترونية، ولكنه إما أن يغادرها ويتجنب زيارتها مرة أخرى، أو أن يبقى ويتفاعل مع محتوى الموقع ويحقق منه الإستفادة المرجوة، ومن ثم يستمر في زيارته مراراً وتكراراً.

وهدفنا في هذا المقال هو مساعدتك في جعل المحتوى الذي تكتبه يجذب القارئ ويجعله متعلقاً بموقعك، ومتابعاً دائماً للمحتوى الخاص بك، وذلك من خلال إتباع النصائح والاستراتيجيات التالية، والتي ستساعدك حتماً في صياغة محتوى متميز وجذاب وسهل الفهم والاستيعاب.

 

البدء بعنوان تشويقي ومقدمة جذابة تعطي انطباعاً قوياً

 

من أهم خطوات تنسيق كتابة المقال البدء بعنوان قوي وجذاب وسهل الفهم. يساعدك العنوان الجذاب على بروز المقال وتميزه وسط عشرات المقالات الأخرى. كما أن العنوان يقدم للقارئ لمحة عن المحتوى المقدم أو القضية التي تناقشها من خلال مقالاتك أو مدوناتك.

تحتاج هنا إلى التركيز على ثلاثة عناصر أساسية في العنوان: الجملة الجذابة أو المشوقة، وتضمين أحد المصطلحات الرئيسية أو الكلمات المفتاحية، وكذلك ذكر أحد المصادر أو المواقع الجغرافية أو أسماء الشخصيات أو الأرقام أو التواريخ ذات الصلة بمحتوى المقال.

بعد أن قمت باختيار عنوان ذكي ومناسب، فيجب عليك كتابة مقدمة جيدة للمحتوى؛ لكي تشد انتباه القارئ لإكمال القراءة دون مغادرة الصفحة. المقدمة يجب أن تعكس بساطة المحتوى ومتعة القراءة؛ لكي تدفع القارئ للإستمرار في القراءة حتى آخر سطر.

 

إستخدام لغة مألوفة

من أهم أسس تنسيق الكتابة وتحسين قابلية القراءة هو إستخدام لغة مألوفة لجمهورك، ولكن لابد أولا أن تحدد جمهورك المستهدف، ثم تحدد اللغة المناسبة له.

يجب إستخدام أسلوب الكتابة والمستوى اللغوي المتوافق مع مستوى القارئ، ومع طبيعة المقالات والمجالات التي تهمه.

باستثناء الكتابة الأكاديمية أو العلمية، ينبغي عليك إستخدام الكلمات المحكية لتكون قادراً على مخاطبة شريحة أكبر من مستخدمي المواقع الإلكترونية بأسلوب بسيط ولغة مفهومة ومحتوى سهل الاستيعاب ليكون المقال قابل للقراءة، أو ذو مقروئية أعلى.

 

تخطيط وهيكلة المقال: اجعل المحتوى قابلاً للتصفح Skimmable Content

كما ذكرنا سابقاً، يكتفى حوالي 79% من مستخدمي مواقع الويب بقراءة أولية لعناوين المقالات الرقمية أو النقاط الرئيسية في المدونات وغيرها من المواقع؛ وليس القيام بقراءة المقال بالتفصيل، بل البحث فقط عن المعلومة التي تهم القارئ داخل المقال.

إذا كان هدفك هو تقديم معلومات مفيدة للقراء، فعليك القيام بتخطيط وهيكلة المقال بحيث يكون المحتوى الخاص بك قابلاً للتصفح السريع بسهولة Skimmable Content.

أنت بذلك تساعد القارئ على إيجاد المعلومة التي يبحث عنها ومواصلة القراءة أيضاً، ومن ثم تحسين قابلية قراءة المحتوى الخاص بك.

ومن أهم أسس صياغة المحتوى القابل للتصفح أو كتابة محتوى قابل للقراءة، هو تجزئة المحتوى من خلال إستخدام تقنيات تنسيق الكتابة التي يسهل تطبيقها على أغلب المقالات، وهنا تبرز أهمية تنسيق الكتابة في تحسين قابلية القراءة.

 

تقسيم النص لزيادة سهولة القراءة

تقسيم النص يساعد على عرض المحتوى بصورة مبسطة سهلة الفهم، مع جعله أكثر جاذبية ولا يتطلب جهداً كبيراً  لاستيعاب فكرة بسيطة.

يمكنك استخدام التقنيات التالية لتقسيم النص وتنسيقه على أفضل نحو يخدم تحسين قابلية القراءة.

 

تقسيم النص إلى فقرات قصيرة

يجب تقسيم النص إلى فقرات قصيرة لا تتعدى 5 أسطر، مع كتابة جمل قصيرة بينها فواصل، بحيث يستطيع أي شخص قراءتها بسهولة. مع الأخذ في الإعتبار ضرورة أن تكون الجمل كاملة متسلسلة وواضحة.

إذا اضطررت لكتابة فقرة طويلة تحوى فكرة معقدة، فلابد أن تكون الفقرة التالية قصيرة قدر الإمكان، ويفضل أن تكون جملة واحدة.

من الأفضل أيضاً ترك مساحة كافية بين الفقرات لمنح الصفحة توازناً جيداً. مع تعيين المسافة المناسبة بين الأسطر، وبين العناصر داخل القائمة، أو قبل وبعد الصور والرسومات والجداول.

 

إستخدام العناوين الفرعية

تساعد العناوين الفرعية في عرض الأفكار الرئيسية بصورة منمقة ومتناسقة. لا يكمن الهدف مما سبق في التنسيق ومساعدة القراء فقط، بل يساعد محرك البحث جوجل في قراءة صفحتك ومعرفة مضمونها بسهولة ودقة.

يمكنك تعيين مستويات أخرى من العناوين بإستخدام أحجام وألوان مختلفة من الخطوط.

 

إستخدام القوائم لعرض المعلومات في صورة نقاط متعددة

من أبسط صور تقسيم المحتوى وتجزئته، سرد المعلومات ونظمها على شكل نقاط متتالية داخل القوائم النقطية أو الرقمية البسيطة.

يفضل إستخدام القوائم الرقمية لسرد الخطوات في تعليماتك، أو إدراج العناصر بترتيب محدد.

 

إبراز الكلمات المفتاحية والنقاط الرئيسية

يمكنك إستخدام بعض أدوات تنسيق النصوص لوضع الكلمات المفتاحية بخط عريض Bold، أو بخط مائل Italic، أو تمييزها بلون مختلف، وكل ذلك يساعد القارئ على إدارك أنها أكثر أهمية من غيرها، وأنها تمثل النقاط الرئيسية أو المعلومات الأساسية التي يبحث عنها أثناء القراءة.

يمكن أيضاً إستخدام أنماط الخطوط وأدوات تنسيق النص الأخرى مثل التسطير لتمييز الكلمات الرئيسية أو المصطلحات الخاصة أو الأسماء وما إلى ذلك.

 

توظيف العناصر المرئية لتحسين قابلية القراءة

تسهم الصور ومقاطع الفيديو والمخططات والرسوم  وغيرها من أنواع المحتوى المرئي في تقسيم المحتوى بصورة أفضل، وشرح الأفكار المعقدة من خلال صورة واحدة تسهل الفهم وتجعل المحتوى أكثر متعة وفاعلية من وصف أو سرد الحقائق في صورة نصية فقط.

وتذكر أنه يمكن للرسومات أن توفر عليك الكثير من الكلمات. كما تعد الجداول أيضاً وسيلة فعالة لتنظيم المعلومات ذات الصلة وعرضها بصورة أوضح، مع إمكانية تمييز التلميحات والملاحظات الهامة.

 

إستخدام الكلمات الإنتقالية لتنسيق الكتابة و تحسين قابلية القراءة

تمثل الكلمات الإنتقالية جانباً هاماً في تنسيق الكتابة وأهميته في تحسين قابلية القراءة. يجب إستخدام قدر كافي من الكلمات الإنتقالية للمساعدة فى ربط والتحام النص ليسهل قراءته وفهمه بأسلوب يجعل القارئ ينتقل بين الجمل والفقرات بسلاسة وبدون ملل.

كما أن إستخدام الكلمات الإنتقالية هو أحد أهم عوامل  تحسين قابلية القراءة والإلتزام بمعايير السيو SEO.

ومن أمثلة الكلمات الانتقالية التي يمكنك استخدامها: و، لكن، لأن، على سبيل المثال، كما، كذلك، بالتالي وغيرها من كلمات الربط التي يمكنك استخدامها بالشكل الذي يخدم المقال ويجعله وحدة متكاملة.

 

اكتب الجمل في صيغة المبني للمعلوم

من أبرز جوانب تحسين قابلية القراءة هو كتابة الجمل في صيغة المبني للمعلوم وتجنب الإكثار من صيغة المبني للمجهول.

قم بصياغة الجمل صياغة عادية من فعل وفاعل ومفعول به؛ على سبيل المثال استخدم الجملة التالية بصيغة المبني للمعلوم : “نشرت صحيفة الأخبار مقال رائع عن أفضل الدورات التدريبية المتخصصة” ، ولا تكتبها بصيغة المبني للمجهول: ” نُشِر مقال رائع في صحيفة الأخبارعن الدورات التدريبية المتخصصة”.

من الأفضل أيضاً التقليل من من إستعمال جمل تضمن الفعل والحال، واستبدلها بجمل فيها فعل يتضمن معنى الحال؛ على سبيل المثال لا تكتب: “مشت الفتاة مسرعة نحو السيارة”، ولكن أكتب “انطلقت الفتاة نحو السيارة”.

تجنب كذلك العبارات التي لا تحمل معنى واضح أو تحمل صيغة المبالغة.

 

أفضل الطرق لكتابة الأنكور تيكست anchor text

 

الأنكور تيكست هي الجمل النصية التى تخفى تحتها رابط داخلي أو خارجي، ويجب كتابتها بطريقة صحيحة تساعد على الربط الأمثل، والحصول على مرتبة أعلى في محركات البحث؛ وذلك من خلال إستخدام مصطلحات البحث المحددة بكلمات معينة أو إضافة كلمات مفتاحية معينة تستهدفها.

كما يجب صياغة نصوص الروابط الخارجية أو الأنكور تيكست المرتبطة بالروابط الخارجية على نحو يساعد المستخدمين على فهم محتوى الرابط وتحديد ما إذا كانوا يريدون النقرعلى هذا الرابط أم لا.

ينبغي أيضاً تنسيق هذا النوع من النصوص بخط أو بلون مختلف عن بقية النص، وغالباً ما تكون باللون الأزرق أو يتم كتابتها بخط عريض.

 

وفي ختام مقالنا المفصل حول أهمية تنسيق الكتابة في تحسين قابلية القراءة، ودور تنسيق النص في تحسين قابلية القراءة، نود أن نذكرك أن كتابة المحتوى الناجح تكون بكتابة إجابات شاملة ومفيدة للأشخاص الذين يبحثون عن إجابة لسؤال ما.

مصطلح الكلمات المفتاحية هو مصطلح خاص بكتاب المحتوى والمسوقين والأكاديميين وفئة معينة من مستخدمي مواقع الويب، أما الأشخاص العاديين أو غير المثقفين، فهم لا يبحثون عن كلمة مفتاحية أو مصطلحات لغوية، وإنما يطرحون سؤالاً، أو يكتبون جملة بسيطة تعبرعما يبحثون عنه في محركات البحث، والتي ترشح لهم بدورها المقال الذي يحتوي على الإجابة الأمثل.

 

هل لديك أي نصائح أخرى يمكن أن تساعد في تحسين قابلية القراءة؟ شاركونا بآرائكم القيمة وخبراتكم في التعليقات.