Tag Archive for: تنسيق الكتابة الأكاديمية

قواعد وتوجيهات تنسيق الكتابة الأكاديمية

الكتابة الأكاديمية هي أحد أهم المهارات التي يجب على أي باحث علمي أو طالب أكاديمي إتقانها، إلا أن إتقان الكتابة الأكاديمية يحتاج إلى توافر مجموعة من المهارات. إلى جانب الإلمام بكل ما يخص الكتابة الأكاديمية؛ مثل أنواعها وخصائصها وأهميتها في مجال البحث العلمي. وكذلك معرفة معايير تنسيق الكتابة الأكاديمية، وكيفية صياغة المحتوى وعرضه بطريقة تحقق الغرض من الكتابة.

وسوف نقدم من خلال هذا المقال نظرة عامة على الكتابة الأكاديمية وكل ما يخصها ويهم الباحثين لمعرفة تفاصيل أكثر عن كيفية إتقانها، وأهم قواعد وتوجيهات لتنسيق الكتابة الأكاديمية باحترافية.

 

تعريف الكتابة الأكاديمية وأهم أسس تنسيق الكتابة الأكاديمية

الكتابة الأكاديمية هي التي تكون بهدف أو تكليف علمي، وتعتمد على الدقة والوضوح، والسلاسة والتركيز والترتيب. وتكون في إطار المؤسسات التعليمية والأكاديمية.

وتنقسم الكتابة الأكاديمية إلى نوعين:

  • الكتابة الأكاديمية لمقالات أو أبحاث أو تقارير أو ملخصات للنشر في مجلة أو كتاب أو موقع إلكتروني.
  • الكتابة الأكاديمية للطلاب، وهي التي تستخدم كشكل من أشكال التقييم في المدرسة أو الجامعة أو مراحل الدراسات العليا.

ومن أمثلة الكتابة الأكاديمية الأبحاث المقدمة لاجتياز المساقات الجامعية، مشاريع التخرج، ورسائل الماجستير والدكتوراه.

كما يتم إستخدام هذا النوع من الكتابة في المجالات الأكاديمية المختلفة كالكتابة والنشر بعدة طرق وأشكال مختلفة، ومن أبرزها الملخصات العلمية، والمقالات الأكاديمية، والمقالات العلمية المقدمة للنشرالعلمي.

وعلى الرغم من أن الكتابة الأكاديمية تنحصر عادة في المجال الأكاديمي، إلا أن الكاتب قد يجد جمهور خارج هذا المجال من المهتمين بالمجالات العلمية.

تعتمد الكتابة الأكاديمية على أسلوب ونسق لغوي له أدواته وألفاظه وتراكيبه وبناؤه، ودلالاته ومعانيه وصياغته وخصائصه. وتتميز أيضاً بالموضوعية والطابع الرسمي، وإستخدام منظور الشخص الثالث (ضمير الغائب) بدلاً من منظور الشخص الأول (ضمير المتكلم).

يتم التركيز في الكتابة الأكاديمية على مشكلة البحث، ويتم إختيار الكلمات والمصطلحات المستخدمة بدقة، وذلك حسب مجال الكتابة؛ مثل المصطلحات القانونية أو المصطلحات العلمية.

ما هي سمات و خصائص الكتابة الأكاديمية ؟

وبالحديث عن أهم قواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية ، نتناول أولاً أهم خصائص الكتابة الأكاديمية لنتعرف معا إلى طبيعة هذا النوع من الكتابة.

يمكننا تقسيم خصائص الكتابة الأكاديمية إلى ثلاثة محاور، تشمل العديد من السمات والخصائص المميزة.

أولاً الجهة المستهدفة أو الجمهور المستهدف من ا يالكتابة الأكاديمية

تستهدف الكتابة الأكاديمية فئة محددة، على سبيل المثال الطلاب والباحثين العلميين، العلماء وأعضاء هيئات التدريس، والمهتمين بالموضوعات العلمية والمقالات الأكاديمية المتخصصة.

 

ثانياً نوع وأسلوب الكتابة

يتميز أسلوب الكتابة الأكاديمية بالخصائص التالية:

  • تتميز الكتابة الأكاديمية بالموضوعية والحيادية بعيداً عن العاطفة والأمورالشخصية والمعتقدات والميول الخاصة بالكاتب، حيث تعتمد فقط على معطيات وحقائق مدعمة بالأدلة والبراهين العلمية.
  • تتسم الكتابة الأكاديمية بالصراحة والوضوح، والتسلسل المنطقي السليم. بالإضافة إلى ضرورة تجنب الغموض والتكرار، وأن تكون أفكار النص مترابطة ومتماسكة وسلسة وسهلة الفهم، بحيث يستطيع القارئ الوصول إلى المقصد بأقل جهد، دون لبس أو تشويش أو إرباك.
  • الطالب أو الباحث العلمي أو الكاتب الأكاديمي مسؤول مسئولية تامة عن كل ما يرد في النصوص الاكاديمية التي يكتبها، سواءً من الناحية العلمية، أو من الناحية القانونية والإجتماعية والدينية.
  • اللغة المستخدمة في هذا النوع من الكتابة هي لغة عقلانية تعتمد على البرهان والدليل، دون مبالغة أو غموض. عليك فقط الإلتزام بالمنهج والسياق الأكاديمي والدقة المتناهية في كتابة النصوص أو المقالات الأكاديمية والعلمية، وخاصةً فيما يتعلق بالحقائق والأرقام.
  • الصدق والدقة والأمانة العلمية في نقل المعلومات والبيانات، وخاصةً عند سرد الحقائق والإحصائيات والأرقام من مختلف المصادر والمراجع.
  • تعتمد الكتابة الأكاديمية على نمط الكتابة الرسمية التي تحتاج إلى إستخدام لغة فصحى سليمة، بعيداً عن اللهجات والكلمات العامية التي تضعف النصوص.
  • الإبتعاد عن إستخدام الألوان في الكتابة إلا إذا لزم الأمر. بالإضافة إلى تجنب العناوين المزركشة، والإبتعاد عن أسلوب الدعابة أو عدم الجدية أو طرح النكات في النص الأكاديمي.
  • كما يُنصح أيضاً بالبعد عن اللغة الإنفعالية أو الألفاظ التي تدل على التحيز. وتجنب كذلك إستخدام اللغة العامية، والبعد تماماً عن إستخدام الضمير (أنا) أو ما يماثله.
  • يمكن استبدال الضمائر الشخصية بكلمات أخرى عند الحاجة إلى ذلك، مثل كلمة الباحث، أو المؤلف، أو الكاتب، أو إستخدام صيغة المبني للمجهول، مثل: قد لوحِظَ، وهكذا.
  • على الطالب أو الباحث العلمي أن يتجنب إستخدام ألفاظ اللغة التأكيدية القاطعة، بل يجب أن يستخدم أسلوب حذر يميل إلى الإعتقاد في عرض المعلومات والنتائج.
  • أحد أهم خصائص الكتابة الأكاديمية، وأحد قواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية هو خلوها من الأخطاء الإملائية او النحوية أو اللغوية. ويعتمد هذا على مهارات الكاتب أو الباحث اللغوية.

 

إذا لم يكن الباحث أو الكاتب الأكاديمي بارعاً في الجانب اللغوي، فيمكنه الإعتماد على مدقق لغوي محترف يمتلك الإمكانيات والمعارف اللغوية الكبيرة.

كما يمكنك اللجوء إلى أحد المواقع الإلكترونية التي تقدم خدمة تدقيق لغوي احترافية وموثوقة، تضمن خروج النص بشكل سليم ومترابط دون ظهور أي أخطاء.

ثالثاً الغرض أو الهدف من الكتابة الأكاديمية – أهمية الكتابة الأكاديمية

المحور الثالث من خصائص الكتابة الأكاديمية هو الهدف أو الغرض الذي تسعى هذه الكتابة لتحقيقه. تهدف الكتابة الأكاديمية بشكل عام إلى إثبات أمور وحقائق علمية، أو تفسيرها، او الوصول إلى نتائج وحلول مرتبطة بمشكلات أو بظواهرمعينة.

كما تنقل الكتابة الأكاديمية الأفكار والأبحاث والمعلومات إلى المجتمع الأكاديمي؛ حيث تسمح للمتخصصين والمهتمين بمختلف المجالات بالإطلاع على كل ما هو جديد في تخصصاتهم الأكاديمية وزيادة خبراتهم.

وللكتابة الأكاديمية أهمية كبيرة جداً، كما أن لها فوائد جمّة، حيث تساعد الكتابات والأبحاث الأكاديمية على تقدم العلوم من مختلف التخصصات. كما يعد أسلوب الكتابة الأكاديمي من أهم وسائل نشر وتطويرالعلوم، وتوثيق الأفكار والكتابات العلمية السابقة.

 

ويمكن تلخيص أبرز أغراض وأهداف الكتابة الأكاديمية فيما يلي:
  • الكتابة عن بحث أصلي أجراه الباحث أو الطالب الأكاديمي.
  • الإجابة على سؤال تم طرحه أو اختياره من قبل كاتب المقال الأكاديمي، أو مناقشة موضوع وإعطاء رأي الكاتب.
  • لتجميع وعرض الجهد الذي قام به الآخرون حول موضوع ما.
  • تقديم تقريرعلمي متعلق ببحث تم إجراؤه من قِبَل باحث آخر، أو تحليل مجموعة من البحوث التي تم إجرائها حول موضوع علمي محدد.

 

رابعاً تجنب الانتحال والسرقة الأدبية

وتعتبر الأبحاث العلمية من أرقى أنواع الكتابة الأكاديمية وأكثرها دقة، ويكون هدفها عادةً الوصول إلى اكتشافات جديدة في تخصص علمي محدد.

ولذلك فمن أبرز خصائص الكتابة الأكاديمية وشروطها وأهم أسسها أن يكون النص أصلي غير منتحل، أي أنه لم يتم سرقته من باحث أو كاتب أو مؤلف آخر، وتقديمه على أنه من تأليف الكاتب.

 

خامساً التوثيق

لتجنب الانتحال ينبغي التأكيد على مصداقيتك وموضوعيتك؛ ولذلك يجب توثيق كل معلومة أو رأي ونسبه إلى صاحبه.

وقد يكتب الباحث أو الكاتب الأكاديمي فقرة أو نص باجتهاده أو يعلق على رأي ما، أو قد يقتبس المعلومة أو الرأي حرفياً. وفي جميع الأحوال يجب الإشارة إلى المراجع والمصادر والاقتباسات سواءً تم إعادة صياغتها أم تم وضع النص كما هو دون تغيير.

 

مراحل الكتابة : التخطيط – الكتابة- المراجعة

وقبل أن نتناول أهم قواعد وأسس تنسيق الكتابة الأكاديمية ، نود أن نذكر لكم مراحل الكتابة الأكاديمية التي يمر بها كتابة المحتوى الأكاديمي.

 

مرحلة ما قبل الكتابة (مرحلة التخطيط والإعداد )

المرحلة الأولى هي مرحلة الإعداد والتخطيط للكتابة نفسها. تتضمن هذه المرحلة القيام بعدة نشاطات قبل بدء الكتابة، وتشمل: تدوين الملاحظات، العصف الذهني لكتابة الأفكار الرئيسية، الحوار والمناقشة أو إجراء المقابلات لجمع أكبر كم من المعلومات حول المشكلة البحثية أو الموضوع البحثي؛ مما يزيد من قدرة الباحث أو الكاتب على الكتابة الأكاديمية المتعمقة التي تحقق الفوائد والأهداف المطلوبة منها.

 

إنشاء مخطط تفصيلي

قبل أن مخطط تفصيلي  لكتابة المقال الأكاديمي وتنسيق الكتابة الأكاديمية. يتكون المخطط من 4 مكونات أساسية، وتشمل:

  1. مقدمة: وهي النقطة المحورية في كتابتك، وأحد العناصر الأساسية في المقال أو البحث الأكاديمي، وتأتي لبيان الرسالة الرئيسية التي يحاول المؤلف أو الكاتب إيصالها أو توضيحها أو إثباتها. ‍كما تعرض معلومات وشرح للمصطلحات الأساسية.
  2. النقاط الأساسية: وهي تمثل هيكل المقال، وتشمل الأفكار أو البيانات الرئيسية التي ستستخدمها لدعم أطروحتك أو بحثك العلمي.
  3. أهمية موضوع البحث: عند كتابة مقال أكاديمي، من المهم ربطه بشكل مباشر أو غير مباشر بالواقع. وبيان اهميته بالنسبة لك أو بالنسبة للمجتمع.
  4. خاتمة: وهي عبارة عن ملخص أو بيان قصير وقوي يشرح بإيجاز التقاط الأساسية في المقال الأكاديمي ( ملخص النقاط الرئيسية التي تمت مناقشتها في الجزء الرئيسي).

 

مرحلة الكتابة والتدوين

بعد الإنتهاء من مرحلة الإعداد والتخطيط السابقة، تأتي مرحلة الكتابة، وهي المرحلة التي يقوم فيها الكاتب بتحويل أفكاره ومعارفه إلى محتوى مكتوب يشاهده القارئ ويتفاعل معه، فيبدأ بكتابة المحتوى مع مراعاة الصيغ اللغوية المناسبة، مع الإستشهاد بالحجج والأدلة ومراعاة أسس وقواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية.

 

إختيار عنوان قوي ومناسب لمقالك الأكاديمي أو ورقتك البحثية

بمجرد قيام بإنشاء مخطط تفصيلي مناسب، وتحديد نقاطك الرئيسية، وجمع المصادر والأدلة لدعم أفكارك، فقد حان الوقت لبدء كتابة البحث أو المقال الأكاديمي أو الأطروحة.

يختار الكثير من الكتاب والباحثين إختيار عنوان ووضعه قبل البدء في عملية الكتابة لأنه يساعدهم على ضبط الكتابة.

بينما يفضل آخرون الإنتهاء من الكتابة أولاً، ثم إنشاء عنوان بناءً على المعلومات المكتوبة. والخيار الثاني هو الأنسب لكتابة المقالات السردية أو الوصفية. وفي كافة الأحوال من المهم تحديد عنوان مقال محدد ومناسب  واتباع موضوعه العام.

 

كيف تبدأ المقال الأكاديمي : كتابة مقدمة قوية ومقنعة

تعد صياغة المقدمة جزء هام في تنسيق الكتابة الأكاديمية الذي نتحدث عنه في هذا المقال، لأنها الطريقة الأكثر فعالية لجذب القارئ إلى تكملة قراءة المقالة الأكاديمية. وكذلك عرض وإيصال المعلومات والأفكار الأساسية وشرح المصطلحات الرئيسية في الأطروحة أو البحث الأكاديمي والعلمي.

عند كتابة أي مهمة كتابية أكاديمية، يجب البدء بصياغة مقدمة قوية وشاملة ومقنعة.

إذا لم تكن لديك خبرة كبيرة في كتابة الأوراق الأكاديمية، فمن الأفضل العثور على مثال جيد لبحث أكاديمي أو مقالة أكاديمية لإعطائك فكرة عن كيفية تقديم مقدمة جيدة، والتعرف إلى بعض التقنيات المفيدة والفعالة لمساعدتك في بناء مقدمة مناسبة لموضوع البحث

الغرض الرئيسي هنا هو جذب انتباه القارئ وتشجيعه على مواصلة القراءة. ويمكنك إستخدام إحدى التقنيات التالية في صياغة المقدمة:

  • الاقتباس: يعد بدء المقدمة باقتباس إبداعي وهادف أحد الأساليب الأكثر شيوعاً لتقديم الورقة البحثية أو بدء المقالة الأكاديمية أو الأطروحة. عندما يتم إختيار الاقتباس المناسب الذي يرتبط مباشرة بموضوعك ولا يشتت انتباه القارئ عن الفكرة الرئيسية، فإنه يمكن أن يكون له تأثير قوي على القارئ وعلى المقال بأكمله.
  • حقيقة: يمكنك بدء المقدمة بعرض حقائق أو بيان واقعي أو إحصائية؛ حيث يعد هذا مفيداً للغاية عند كتابة المقالة التفسيرية، ويضيف مصداقية إلى مقالتك.
  • سؤال بلاغي: طريقة أخرى لبدء مقالتك، وهي أن تبدأ بسؤال بلاغي يساعدك على التواصل بشكل أكبر مع القراء، على أن تجيب على هذا السؤال في نص مقالتك بعد ذلك.

 

لا تقم بكتابة معلومات غير ضرورية، قم فقط بتحديد محور المقالة وتعريف القراء بالأفكار الرئيسية التي ستغطيها ضمن فقرات النص

 

الهيكل الرئيسي للمقال الأكاديمي

من أهم قواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية هو كيفية تنسيق وصياغة الهيكل الرئيسي للمقالة الأكاديمية، وصياغة فقرات نص مقالتك بأفضل صورة لجمهورك.

يكون النص الرئيسي في المقال الأكاديمي مكون من 5 فقرات. عند كتابة فقرات، يجب ذكر النقاط والأفكار الرئيسية وفقاً لترتيب المخطط التفصيلي الخاص بك، مع دعمها بالحجج والبراهين والحقائق الصحيحة.

حافظ على اتساق الفقرات، على أن تتكون فقرة النص من 5 إلى 7 جمل، مع الحرص على اتباع بنية متماثلة. وتذكر أن الهدف الأساسي من المتن هو الإجابة على أية أسئلة تخطر على ذهن القارئ بعد المقدمة، وعرض المفهوم الكامل الذي تقدمه خلال مقالتك.

احرص على إختيار الكلمات والمفردات التي تستخدمها لتمثل معلوماتك بدقة. بالإضافة إلى إستخدام اللغة الفصحى، وتجنب اللغة العامية أو اللغة غير المناسبة، أو الكليشيهات، أو الألفاظ غير المناسبة أو التي قد تؤدي إلى إرباك القراء أو إساءة الفهم، وما إلى ذلك.

 

الخاتمة: انتهي بقوة كما بدأت

في أي مهمة كتابة أكاديمية، عليك أن تبدأ بقوة وتنتهي بشكل أقوى. عندما تقترب من نهاية كتابة المقال الأكاديمي، فكر في كيفية صياغة خاتمة مناسبة تذكر فيه القارئ بما يلي:

  • ملخص يقدم إعادة صياغة مكثفة للمعلومات الواردة في المقالة أو الأطروحة وأهم النقاط الرئيسية.
  • تذكير القارئ بمدى أهمية هذه المعلومات وتأثيرها.
  • كنابة الجملة الأخيرة التي تخدم غرض المقال الأكاديمي وتؤثر في القارئ.

 

إذا كنت قد بدأت في البداية بسؤال بلاغي أو طرح مشكلة، ستكون اللمسة اللطيفة هي إعطاء الجمهور إجابة علي السؤال أو حل للمشكلة. وإذا كنت قد كتبت اقتباس على سبيل المثال ، فأعد صياغته بكلماتك الخاصة المؤثرة؛ فمن المهم أن تختتم مقالك أو بحثك الأكاديمي بكلمات قوية تبقى في ذهن القارئ أو تؤثر فيه.

 

مرحلة المراجعة

يقوم الكاتب في هذه المرحلة بعملية المراجعة لإخراج النص المكتوب ووضعه بأفضل صورة ممكنة. وتشمل مرحلة المراجعة جانبين أساسيين:

  • إجراءات المراجعة اللغوية: وتعني قيام الكاتب بمراعاة قواعد الإملاء، وقواعد النحو والصرف والإعراب وبناء الجمل والتراكيب اللغوية، حذف الصياغات الضعيفة وما إلى ذلك. وكذلك مراعاة إستخدام علامات الترقيم بشكلٍ صحيح.
  • مراجعة الأفكار في العمل الكتابي: من أهم مراحل مراجعة الكتابة الأكاديمية هي مراجعة ترتيب وتسلسل الأفكار، والتأكد من وضوح كل فكرة، والدقة في إختيار الكلمات والجمل للتعبير عنها، ودعمها بالأدلة والشواهد والبراهين.

 

مراجعة تنسيق الكتابة الأكاديمية

ويتم هنا مراجعة الإلتزام بقواعد وأسس تنسيق الكتابة الأكاديمية، مثل تطبيق الهوامش والمسافات البادئة والتباعد بين الأسطر، وإبراز العناوين الرئيسية والفرعية وأنماط الخطوط وتنسيق الفقرات.

بالإضافة إلى توثيق المحتوى وإضافة قائمة المراجع  والمصادر التي تم الإستعانة بها في كتابة المقال أو البحث الأكاديمي، وغير ذلك من أدوات تنقيح المحتوى الأكاديمي.

ضع اللمسات النهائية على مقالك، وتأكد من أنه يلبي متطلبات تنسيق الكتابة الأكاديمية المحددة.

 

أهم قواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية

يمكن تقسيم قواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية وفقاً لعدة محاور رئيسية داخل المقال الأكاديمي أو البحث أو الأطروحة.

 

قواعد تتعلق بالصياغة

تأخذك عملية الصياغة من مرحلة تجميع المعلومات والمصادر إلى مرحلة تنظيم وصياغة الأفكار داخل مقالتك.

تبدأ أي مهمة كتابة أكاديمية ممتازة بمسودة أولية. والمسودة هي مرحلة تستخدم فيها جميع المعلومات التي حصلت عليها في صياغة مقالتك الأكاديمية. ومن ثم إعادة صياغتها للتخلص من مشكلات صياغة المحتوى، أو العيوب الهيكلية، أو الأخطاء الإملائية والنحوية البسيطة، حتى تصل إلى المسودة النهائية للمقال.

لابد من إستخدام لغة فصيحة، على أن تكون لغة سهلة ومفهومة ومقبولة لدى اوتعتمد على التبسيط وتوظيف المفاهيم وتوضيح المصطلحات المتخصصة أو المعقدة، وخاصة في البحوث والمقالات العلمية. ولكن تجنب الخلط بين اللغة العلمية الفصيحة ومفردات اللهجات العامية.

احرص على أن تكون الصياغة اللغوية تتسم بالوضوح وسلامة اللغة، مع ضرورة الإلتزام بأخلاقيات الكتابة العلمية والبحث العلمي، وتجنب إستعمال كلمات أجنبية وسط النص العربي إلا للضرورة.

ومن أهم قواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية للباحث أو الكاتب الأكاديمي هو بناء الفقرات وترابطها بشكل وثيق وبصورة سلسلة للمساعدة على إبراز المعنى، والوصول إلى الهدف من المقالة.

طول الفقرات ليس موحداً، بل يتفاوت حسب الفكرة المطروحة، ومن الضروري أن تكون كل فقرة مكملة لفكرة الفقرة السابقة لها، وممهدة لفكرة الفقرة اللاحقة لها، بهيث تحقق التناسق والانسجام بين الفقرات التي تعمل على معالجتها. مع أهمية خلوها من الحشو أو التكرار المعنوي أو اللفظي.

 

القواعد التي ترتبط بالجانب اللفظي

إن تنسيق الكتابة الأكاديمية باحترافية يستلزم الإهتمام باللغة المكتوبة وحسن إختيار الألفاظ المناسبة باللغة العربية الفصحى.

كما أن السلامة النحوية والإملائية شرط أساسي لا بد من الإهتمام به في الكتابة الأكاديمية، وخاصةً إذا كانت الأخطاء تؤدي إلى التغيير أو التحريف في المعنى المقصود.

بالإضافة إلى ذلك يجب على الكاتب الأكاديمي أو الباحث العلمي أن يعتني بوضع علامات الترقيم في موضعها الصحيحة، وأن يقوم بضبط تشكيل الكلمات عند الحاجة لذلك.

إلى جانب الحرص على وضع العناوين الرئيسية او الفرعية أو العناوين الجانبية بشكل سليم؛ لزيادة جمال ووضوح وتنسيق المقالة أو البحث العلمي.

 

القواعد التي ترتبط بالمعنى

وتشمل القواعد التي ترتبط بالمعنى ما يلي:

  • الاعتناء بصياغة الجمل والفقرات بحيث تظهر بشكل واضح وبليغ.
  • الإعتماد على الأسلوب العلمي المباشر، بحيث يجمع بين الوضوح والجمال في الصياغة، مع الموضوعية والدقة والسلامة في المعنى.
  • عدم إستخدام الاقتباسات بكثرة.
  • تجنب التكرار أو الإسهاب الممل الذي لا حاجة إليه.
  • احترام عقلية القارئ، وإستخدام أسلوب علمي منطقي سليم يعرض القضايا مع دعمها بالأدلة والبراهين والحجج المنطقية، والإبتعاد عن الأسلوب الجدلي العقيم..
  • الربط بين مختلف المباحث والتقسيمات والأجزاء في البحث الاكاديمي أو الأطروحة، بحيث يكون كل مبحث أو فصل أو باب مرتبط بما قبله ويكمله، ويمهد للجزء الي يليه، فتكون الكتابة متسلسلة بصورة سلسلة وممتعة.
  • التركيز بشكل كامل على إبراز الفكرة الأساسية بصورة واضحة، وربط جميع النقاط الفرعية بها.

 

يمكنك تحسين مهارات الكتابة الأكاديمية ومعرفة المزيد من قواعد تنسيق الكتابة الأكاديمية من خلال القراءة والكتابة بإستمرار. والحصول على الملاحظات والتعليقات البناءة من الآخرين، مما يساعدك في تطوير مهارات الكتابة الأكاديمية لديك، وتحسين جودة أبحاثك العلمية ومقالاتك المتخصصة في المجال الأكاديمي.

وختاماً نأمل أن نكون قد منحناك بداية جيدة لتصبح كاتب مقالات  متميز، من خلال ما قمنا باستعراضه من بيان مفهوم الكتابة الأكاديمية وأهم خصائصها ومتطلباتها ، وأهم التوجيهات والقواعد في صياغة وتنسيق الكتابة الأكاديمية لتوصيل أفكارك والتعبير عن نفسك بوضوح وبثقة أكبر.